ماذا يريد المرء ما يشفيه يحسو روا الدنيا و لا يرويه
و يسير في نور الحياة و قلبه ينساب بين ضلالة و التيه
و المرء لا تشقيه إلاّ نفسه حاشى الحياة بأنّها تشقيه
ما أجهل الإنسان يضني بعضه بعضا و يشكو كلّ ما يضنيه
و يظنّ أن عدوّه في غيره و عدوّه يمسي و يضحي فيه
غرّ و يدمي قلبه من قلبه و يقول : إن غرامه يدميه
غرّ و كم يسعى ليروي قلبه بهنا الحياة و سعيه يظميه
يرمي به الحزن المرير إلى الهنا حتّى يعود هناؤه يرزيه
و لكم يسيء المرء ما قد سرّه قبلا و يضحكه الذي يبكيه
ما أبلغ الدنيا و أبلغ درسها و أجلّها و أجلّ ما تلقيه
و من الحياة مدارس و ملاعب أيّ الفنون يريد أن تحويه
بعض النفوس من الأنام بهائم لبست جلود الناس للتمويه
كم آدمي لا يعدّ من الورى إلاّ بشكل الجسم و التشبيه
يصبو فيحتسب الحياة صبيّة و شعوره الطفل الذي يصبيه
***
قم يا صريع الوهم واسأل بالنهى ما قيمة الإنسان ما يعليه
واسمع تحدّثك الحياة فإنّها أستاذة التأديب و التّفقيه
وانصب فمدرسة الحياة بليغة تملي الدروس و جلّ ما تمليه
سلها و إن صمتت فصمت جلالها أجلى من التصريح و التنويه