المطبخ القديم متواضع الإمكانيات كثير الخيرات
كانت المطابخ في البيوت القديمة مجرد زاوية صغيرة متواضعة، تحوي بعض الأدوات البسيطة والأساسية فقط.
رغم أن تلك البيوت في الماضي كانت تضم في بعض الأحيان أكثر من أسرة، وعددا كبيرا من الأفراد.
فمن خلال بعض الأرفف الصغيرة،
والافتقار إلى كافة مظاهر الحياة الحديثة من ثلاجات عملاقة و»ديب فريزر» وأفران «المايكرويف»
وأدوات المطبخ الحالية المختلفة الشكل والاستخدامات التي تملأ الخزانات والأرفف الأوروبية الصنع،
كانت تصنع المأكولات لكل تلك الأعداد والأسر من سكان البيت الكبير.
وللتعرف على المطبخ القديم وما كان يؤديه من أدوار رغم تواضعه،
التقينا أم فهد إحدى سيدات طيبة،
لتحكي لنا عن استخداماته.
بابور الفحم
تقول أم فهد:
لم يكن للمطبخ تلك الغرفة الخاصة الواسعة كما هو الحال اليوم.
فالأكل في تلك الأيام الخوالي على قدر الكفاية ولم نكن نعرف الإسراف الموجود هذه الإيام وإهدار النعمة، وفي طبخ الطعام،
فكنا نستخدم «بابور الفحم» وهو عبارة عن أداة إسطوانية بها مخزن للفحم في أسفل الإسطوانة
ثم تضيق فتحته من الأعلى كي تخرج منه النار إلى قاعدة علوية يوضع عليها قدر الطعام،
وإن كان قد ظهر في تلك الأيام ما يسمى «دافور» ويقال له دافور نسم لأنه كان ينفخ فيه الجاز،
إلا أننا لم نكن نستعمله في الطبخ حيث إن الجميع في تلك الأيام يفضلون أن يطبخ الأكل على الفحم
ليعطي الطعام طعماً طبيعياً ومميزاً.
ثلاجة تلك الأيام
كنا نضع النعناع والخضار والورد المديني والحبحب والفاكهة وكان البرتقال فقط هو الفاكهة المعروفة تلك الأيام
ولم تكن أنواع الفاكهة الحالية العديدة معروفة بعد، هذه الخيرات نضعها تحت أزيار الماء
لكي تستفيد من برودة ما تحت الزير، فالأزيار تجلب معها الهواء البارد اللطيف التي تستقيه من الهواء المحيط بها،
أضف إلى ذلك أن هناك قطرات ماء تقطر من الزير على الطعام فتكسبه نضارةً وبرودة رائعة.
الحساء أو الإيدامات
أما الحساء أو الإيدامات فكنا نحفظها في دواليب تسمى «النملية»، وهي دواليب لها هيكل وسقف خشبي،
أما جدرانها فهي بالسلك (الشبك) الرفيع الذي يمنع دخول الحشرات ولا يمنع دخول الهواء،
وتكون النملية دائما في السطح حيث نضع هناك قدر الحساء لليوم التالي مع إحكام غطائها جيداً،
أما الطعام الفائض كالارز والخبز، فكان معظم أهالي المدينة يحرصون على تربية الدواجن في أسطح منازلهم
وبعض الأغنام أمام منازلهم وذلك لإهدائهم ما يفيض من الطعام وعدم التخلص منه في حاويات الزبالة كما هو الحال الآن.
الخبز
كنا نعجن الدقيق من الليل ونضع معه السكر كي يتخمر حيث لم تكن الخميرة المعروفة الآن موجودة
ونجعله على هيئة أقراص وفي الصباح يذهب به أحد الرجال إلى المخبز لخبزه وإن كان بعض البيوت بها تنور يخبزون فيها الدقيق
وحتى يأتي الخبز من الفرن وفي انتظار اكتمال طهي الطعام هناك وجبة خفيفة تأكلها ربات البيوت في وقت الضحى
تسمى " التلبيبة " قبيل عودة الرجال من أعمالهم وتناولهم وجبة الغداء الدسمة.
إكرام الضيف
أما من صور إكرام الضيف في تلك الأيام فهو تقديم الدجاج وليس اللحم،
حيث كان الدجاج غالي الثمن وغير متوفر، كما هو الحال الآن.
أما اللحم ولعدم وجود ثلاجات كهربائية في السابق فكنا نشتري كل يوم على قدر ما نحتاج،
وكان كيلو اللحم تلك الأيام لا يتعدى الريالين.
طـُعمة الجار
وتضيف أم فهد:
أما أكثر ما يتحسر عليه المرء من الأشياء الجميلة التي افتقدناها هذه الأيام هو ما يعرف بـ»طـُعمة الجار»،
وهو في الغالب صحن أو طبق طعام يأتي به الجار كهدية لجيرانه،
والجميل في تلك الأيام أنك قد تقوم بطبخ صنف واحد من الطعام لأهل بيتك
وعندما يحين وقت الغداء تجد لديك العديد من أصناف الطعام المختلفة، جميعها طـُعمة من الجيران.
وكان كبار السن آنذاك يحرصون على الأكل من طـُعمة الجار بل وتذويقها حتى للأطفال الرضع أيضاً التماساً للخير والبركة.
اعجبني فنقلته
كانت المطابخ في البيوت القديمة مجرد زاوية صغيرة متواضعة، تحوي بعض الأدوات البسيطة والأساسية فقط.
رغم أن تلك البيوت في الماضي كانت تضم في بعض الأحيان أكثر من أسرة، وعددا كبيرا من الأفراد.
فمن خلال بعض الأرفف الصغيرة،
والافتقار إلى كافة مظاهر الحياة الحديثة من ثلاجات عملاقة و»ديب فريزر» وأفران «المايكرويف»
وأدوات المطبخ الحالية المختلفة الشكل والاستخدامات التي تملأ الخزانات والأرفف الأوروبية الصنع،
كانت تصنع المأكولات لكل تلك الأعداد والأسر من سكان البيت الكبير.
وللتعرف على المطبخ القديم وما كان يؤديه من أدوار رغم تواضعه،
التقينا أم فهد إحدى سيدات طيبة،
لتحكي لنا عن استخداماته.
بابور الفحم
تقول أم فهد:
لم يكن للمطبخ تلك الغرفة الخاصة الواسعة كما هو الحال اليوم.
فالأكل في تلك الأيام الخوالي على قدر الكفاية ولم نكن نعرف الإسراف الموجود هذه الإيام وإهدار النعمة، وفي طبخ الطعام،
فكنا نستخدم «بابور الفحم» وهو عبارة عن أداة إسطوانية بها مخزن للفحم في أسفل الإسطوانة
ثم تضيق فتحته من الأعلى كي تخرج منه النار إلى قاعدة علوية يوضع عليها قدر الطعام،
وإن كان قد ظهر في تلك الأيام ما يسمى «دافور» ويقال له دافور نسم لأنه كان ينفخ فيه الجاز،
إلا أننا لم نكن نستعمله في الطبخ حيث إن الجميع في تلك الأيام يفضلون أن يطبخ الأكل على الفحم
ليعطي الطعام طعماً طبيعياً ومميزاً.
ثلاجة تلك الأيام
كنا نضع النعناع والخضار والورد المديني والحبحب والفاكهة وكان البرتقال فقط هو الفاكهة المعروفة تلك الأيام
ولم تكن أنواع الفاكهة الحالية العديدة معروفة بعد، هذه الخيرات نضعها تحت أزيار الماء
لكي تستفيد من برودة ما تحت الزير، فالأزيار تجلب معها الهواء البارد اللطيف التي تستقيه من الهواء المحيط بها،
أضف إلى ذلك أن هناك قطرات ماء تقطر من الزير على الطعام فتكسبه نضارةً وبرودة رائعة.
الحساء أو الإيدامات
أما الحساء أو الإيدامات فكنا نحفظها في دواليب تسمى «النملية»، وهي دواليب لها هيكل وسقف خشبي،
أما جدرانها فهي بالسلك (الشبك) الرفيع الذي يمنع دخول الحشرات ولا يمنع دخول الهواء،
وتكون النملية دائما في السطح حيث نضع هناك قدر الحساء لليوم التالي مع إحكام غطائها جيداً،
أما الطعام الفائض كالارز والخبز، فكان معظم أهالي المدينة يحرصون على تربية الدواجن في أسطح منازلهم
وبعض الأغنام أمام منازلهم وذلك لإهدائهم ما يفيض من الطعام وعدم التخلص منه في حاويات الزبالة كما هو الحال الآن.
الخبز
كنا نعجن الدقيق من الليل ونضع معه السكر كي يتخمر حيث لم تكن الخميرة المعروفة الآن موجودة
ونجعله على هيئة أقراص وفي الصباح يذهب به أحد الرجال إلى المخبز لخبزه وإن كان بعض البيوت بها تنور يخبزون فيها الدقيق
وحتى يأتي الخبز من الفرن وفي انتظار اكتمال طهي الطعام هناك وجبة خفيفة تأكلها ربات البيوت في وقت الضحى
تسمى " التلبيبة " قبيل عودة الرجال من أعمالهم وتناولهم وجبة الغداء الدسمة.
إكرام الضيف
أما من صور إكرام الضيف في تلك الأيام فهو تقديم الدجاج وليس اللحم،
حيث كان الدجاج غالي الثمن وغير متوفر، كما هو الحال الآن.
أما اللحم ولعدم وجود ثلاجات كهربائية في السابق فكنا نشتري كل يوم على قدر ما نحتاج،
وكان كيلو اللحم تلك الأيام لا يتعدى الريالين.
طـُعمة الجار
وتضيف أم فهد:
أما أكثر ما يتحسر عليه المرء من الأشياء الجميلة التي افتقدناها هذه الأيام هو ما يعرف بـ»طـُعمة الجار»،
وهو في الغالب صحن أو طبق طعام يأتي به الجار كهدية لجيرانه،
والجميل في تلك الأيام أنك قد تقوم بطبخ صنف واحد من الطعام لأهل بيتك
وعندما يحين وقت الغداء تجد لديك العديد من أصناف الطعام المختلفة، جميعها طـُعمة من الجيران.
وكان كبار السن آنذاك يحرصون على الأكل من طـُعمة الجار بل وتذويقها حتى للأطفال الرضع أيضاً التماساً للخير والبركة.
اعجبني فنقلته