الشاعر اليمني الكبير عبدالله البردوني قصيدة يا صديقي شعر وبكاء
رسالة إلى صديق في قبره
ههنا عندي غريبات العوادي عندك الإنصات والهجس الرمادي
كيف أروي ياصديقي؟ هل ترى أنني أزجي إلى الموتى كسادي؟
هاهنا مسراك يلغي وحشتي وصدى نجواك، يَغلي في اعتقادي
مِن هنا أشتف ماذا تنتوي؟ أسأل القبر: أينسيكَ افتقادي
إنني يابن أبي متّحدٌ بثرى مثواك، هل ترضى اتّحادي؟
* * *
أين أنت الآن؟ ها أنت معي نمضغ (السوطي) وأقوال الروادي؟
ونرى سرّية الآتي كما تقرأ البرق نبوءات البوادي
نبحث (الإكليل، زربا، رندلى) نقتفي كل رحيلٍ سندبادي
نغتذي شعر (الشحاري) تارةً تارةً نحسو خطابات (الربادي)
* * *
يابن أرضي لم تغب عن صدرها بل تحوّلت جذوراً لامتدادي
بيتك الثاني ذراع مِن دمي وأنا بيتي دم الطيف القتادي
عندك النوم الطفولي، وأنا لي زغاريد الصواريخ الشوادي
لنثيث الصمت تصغي، وأنا في زحام النار أُصغي لاتِّقادي
* * *
أدَّعي الحشد أمام المعتدي ثم يعدو فوق أنقاض احتشادي
وبرغمي يصبح الغازي أخي بعدما أضحى أخي أعدى الأعادي
بقية القصيدة