أحياناً نحتاج لأن نفرغ سر أحزان طويت قلوبنا عليها ..
نبوح بأنات موجعة تقتلنا دون أن يسمع أنينها من يحيطوا بنا ، متصورين أنهم الأقرب ..
نتكلم عن أوجاع خبيئة صدورنا .. نروى خيباتنا المستترة .. و ننبش رفات الحكايات التى دفنت بظلام دامس ..
من ذا الذى لا تتصارع داخله نوازع الأحتياج للبوح .. محاولة الأنطلاق بعيداً ..
لكن قد لا نجد من حولنا من يستطيع فهم نعمة البوح .. و كأن الحديث عن مشاعرنا الكامنة و حزننا المستتر هو محض
ضعف و أستعذاب للحزن .. و قد نوصم بالأصابة بحالة من الأكتئاب المستفحل ..
فلا نستطيع أن نمارس نعمة البوح خوفاً .. و تظل أحزاننا حبيسة .. و الأنين يدوي بصمت مؤلم بدواخلنا
و لا ندرك أن البوح يلقي عن كواهلنا الكثير .. و الجهر بالأنين ليس أكتئاب .. فالحديث عن الحزن مباح
نحن لم ندمن الحزن الا لأننا تعودنا على الخفاء .. لم يميتنا الأنين صمتاً ألا لتعودنا عليه همس حبيس بالقلوب
من ذا الذى يدري أن أقرب الاعزاء لقلبه يموت بجانبه صمتاً دون أن يعي أنه بحاجة للبوح !!!!! .