الصورة هي 700x270. اتقوا الظلم فإن فيه أنواع
الظلم هو وضع الشيء في غير موضعه
وهو أيضا عبارة عن التعدي عن الحق إلى الباطل وفيه نوع من الجور
إذ هو انحراف عن العدل
أنـواع الظـلم
قال البعض: الظلم ثلاثة
الأول ـ
أن يظلم الناسُ فيما بينهم وبين الله تعالى
وأعظمه الكفر والشرك والنفاق، ولذلك قال تعالى:{إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ} [لقمان: 13]
وإياه قصد بقوله
{أَلاَ لَعْنَةُ اللّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ} [هود: 18].
الثاني ـ ظلم بينه وبين الناس
وإياه قصد بقوله: {وَجَزَاء سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِّثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ}
[الشورى: 40]
وبقوله: {إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَظْلِمُونَ النَّاسَ وَيَبْغُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ أُوْلَئِكَ لَهُم عَذَابٌ أَلِيمٌ}
[الشورى: 42]
الثالث ـ ظلم بين العبد وبين نفسه
وإياه قصد بقوله: {فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ} [فاطر: 32]
وقوله على لسان نبيه موسى: {رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي} [القصص: 16]
وكل هذه الثلاثة في الحقيقة ظلم للنفس، فإن الإنسان في أول ما يهمُّ بالظلم فقد ظلم نفسه.
قال الذهبي
الظلم يكون بأكل أموال الناس وأخذها ظلمـًا وظلم الناس بالضرب والشتم والتعدي والاستطالة على الضعفاء
وقد عده من الكبائر وبعد أن ذكر الآيات والأحاديث التي تتوعد الظالمين
نقل عن بعض السلف قوله
لا تظلم الضعفاء فتكون من شرار الأقوياء
ثم عدد صورًا من الظلم منها
أخذ مال اليتيم
المماطلة بحق الإنسان مع القدرة على الوفاء
ظلم المرأة حقها من صداق ونفقة وكسوة
ظلم الأجير بعدم إعطائه الأجر ومن الظلم البيِّن الجور في القسمة أو تقويم الأشياء
وقد عدها ابن حجر ضمن الكبائر
وقد وردت النصوص تذم الظلم
قال تعالى
{وَتِلْكَ الْقُرَى أَهْلَكْنَاهُمْ لَمَّا ظَلَمُوا وَجَعَلْنَا لِمَهْلِكِهِم مَّوْعِداً} [الكهف: 59].
وقال
{وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ الظَّالِمِينَ} [آل عمران: 57].
وقال
{وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِّلْعَبِيدِ} [فصلت: 46]
وكان معاوية رضي الله عنه يقول
إني لأستحي أن أظلم من لا يجد علي ناصرًا إلا الله
وما دمرت الممالك إلا بسبب الظلم
قال تعالى
{فَقُطِعَ دَابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُواْ وَالْحَمْدُ لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} [الأنعام: 45].