في ذلك الركن الذي أسميته وكتبت على جداره ركن الصديق ألوفي
كان هذا ألصديق ألذي عرفته منذ سنين طوال
دايما يجلس هناك وعلى نفس ألكرسي ألخشبي ألقديم
أحببت أن اناديه ألوفي لان ألوفا طبعه مع ألجميع
وكان يحمل من الصفات أجملها
كنت أحسه أقرب الناس إلي
من نظره يفهمني
كان دائما ينصحني وكانت كلماته تشجعني
حكيماً دائما كما عهدته
كنت أفتخر به كان كثير ألابتسام
هادءاً لا يتكلم ألا قليلاً
كنت لا أشتكي لأحد غيره ودائماً أتشاقى عليه
كان معظم وقتي معه
أحببت ألوجود بجواره
كان اكبر مني سناً وتعلمت منه أشياء كثيره
ولكن
عندما كنت في أمس ألحاجه اليه
خذلني!
ذهب ولا أعلم الى أين ذهب
سألت عنه فلم أجد جواباً
بدأت مشاعر ألغضب تزداد بداخلي
بدأت أتسائل لما لم يخبرني ؟
لماذا يغيب هكذا ؟
ما ألسبب ألذي جعله يختفي ؟
بدا ألمكان موحشاً
سألت من حولي لم يجبني أحد
وكنت أرى عبارات في أعينهم لا أفهمها
مرت ألايام وألوضع على نفس ألحال
وكنت دائما ازور ألمكان ألذي يجلس فيه لعلي أراه
كنت أرى ألكرسي ألخشبي وقد بدا يبلى
بدأت أفقد ألامل في عودت
ذات يوم وكأنني سمعت صوته
سمعت ضحكتهذهبت مسرعأ لكي أراه
فوجدته ... ورأيته مثلما رأيته أخر مره
يجلس على ذلك ألكرسي ألخشبي
وألابتسامه تملئ وجهه
أختلطت مشاعر ألفرح وألغضب بداخلي
لا أدري ماذا أفعل أو ماذا أقولأردت عتابه وأردت ألترحيب به
جلست أمامه
فاخذت أحدثه عن كل شي
كنت أتكلم وأتكلم بلا توقف
كنت أحدثه ماذا حصل أخبرته عن حالي
قلت له لقد أحزنني غيابك
فكنت لا أعلم ماذا أفعل
كنت أخفي أحزاني بالضحكات
حتى ضاق من حولي من كثر ألضحك
سمعت عبارات زادتني ألماً
فمنهم من قال ( أنت ممل)
وألاخر قال ( أنت سامج
وأعترف أنني من دونك وحيداً في هذا ألزمان أعلم أنني كاتم ألاحزان
ولكنني لم أستطع كتمان حزني بغيابك
أعترف أن ألمكان كان موحشاً من دونك
كنت أتكلم وأتكلم ولكنه ما يزال مبتسماً
أحسست بالغضب
وكأنه لم يهتم لكلامي
أنفعلت فدفعت ألكرسي بيدي فوقع
أصابتني ألدهشه
تفاجأت
صدمت
فابتعدت
نظرت ألى ألكرسي لم أجد أحداً
تذكرت وقتها أنه قد مات
وأنني قد دفنته بيدي
نظرت ألى نفس ألجدار ألذي كتبت عليه
ركن ألصديق ألوفي
فمسحته وكتبت
ركن ألصديق ألمتوفي
(اللهم أرحمه وأغفرله وتب عليه وأجعل ألجنه داره )
(أمين )
بقلب وقلم (عاشق الصمت)