وَمَاتَ الحُلمْ .. !! ~
فِي لَيْلَةٍ شَاحِبَةٍ بِلا عُيونٍ نَهَشَ الوَقْتُ فِيهَا ذَاتي
تَمَرْدَغَ الشَوقُ فِي قَلْبي حِينَهَا وَالألَمْ
ابتُلَيتُ بِالحَنينِ فِي ذَاتِ لَحْظَةِ وَجَع
وَأخَذَتْ بي إلى ذَلِك المَنْفَى البَعِيد
بِتُّ أتحَسَسُ الفَرَاغَ مِنْ حَوْلي لَعَلّي أَجِدُ أحَد
فَلا أجِدُ أحَدْ !
دَهَاليِزُ مُظْلِمَةٌ بَاتَتْ تَشْنِقُ خَلَجَاتي
وَثَمَّةُ ظَلمَاتٌ فَوقُها ظُلُمَات مَارَأتْ عَينَاهَا النُورَ يَومًا
تَقْتَرِبُ رُوَيدًا رُوَيْداً لِتَلْتَحِفَ بِبياضِ شَعْري
عَامٌ مَضَى وَعَامٌ أتَى
وَيَتلو العَامَ أعْوَامٌ وَلمْ يَأتي بَعَد
فَلا هُوَ هُنا لِيُعَانِقَ حَدَقِي الدَامِعَ
وَلا هُو هُناك لِيبعَثَ لِي رَسَائِل تُكَفْكِفُ مَابي مِنْ وَجَعْ
وَآهٍ مِنْ وَجَعْ قَدْ أسْرَفَ في الحَنينْ
يَرْسُمُ على ذَاكِرةِ جُمْجُمَتي بَعضُ ذِكْرَى وَألَم
حَتَى أخَذَتْ بِشِوْقِها تَغوصُ في ذَاكَ الحُلم
وَشَهْقَةٌ تَتْلوها زَفْرَة تَكَادُ بها تَخْتنِق
وَكأنها تَحْتَضِر
وَبَعْدَ جُهدٍ وَتَعَب
إنْكَمَشَ حُلمِي عَلى أرْصِفَةِ البَوحِ
وَالتفَّ الصَمْتُ حِينَها عَلى وَجْهِ الفَرَح
لِيَذْهَبَ النورُ عنِ البَصَرْ
وَيَموتَ الحُلم ~